╬♥╬ مُقتـطـفاتٌ مِنْ هُنـاكْ ..! ╬♥╬

ممـآ جـآد بهِ قلميْ!
╬♥╬ مُقتـطـفاتٌ مِنْ هُنـاكْ ..! ╬♥╬

غيرة!
تتقاذف الأشجار أنفاس الصباح .. ترميها بتحيةٍ نزقة ، وتقولُ لها بخبثٍ خفي : اشتقنا لكِ يا غاليةْ!
تعلم الأنفاسُ فصول الحكاية, تعلم الأنفاس ذاك الثأر القديم..لكنها تكتم غيظها

تربت على كتفِ الأشجار , وتمضي سائرة في طريقها , ولا شيء يضيرها , يقتلُ الغيظُ تلك الأشجارْ..
التي لم تضجر يوماً من تجرعِ حنظلِ الغيرة..

كبريـاء!
يمارسُ الديك العجوز عادتهُ الصباحية .. منذ أعوام طويلةٍ .. طويلةْ.
يصيحُ في صوتٍ أعياه الهِرم: كو..كـ .. و ..! , ويتبع تلكَ التنهيداتِ بسعالٍ لامتناهٍ.
تأتيه الدجاجات في لهفةٍ قائلة : ما بكَ أهناكَ ما يؤلمك ؟
يكابرُ على ألمهِ ويصيح أمامهن مزمجراً نافخاً ريش صدرهِ : كوكوكو .. يرددها بصوتٍ موصول!
فتغادر الدجاجات مطمئنة , ويغادر الديكُ وراءهنّ الحيـاة ..

فن!
- أُجيد الغناء .
* أنتِ تجيدينَ الغناء !
ويظلُ الجدال مستمراً ما بين أجيدُ .. ولا تجيدين، وكأن حياتهما مكرسة للتشاجر
كلما سمعها تغني .. يودُ لو أنه يستطيع قطعَ حبالها الصوتية بسيفِ عنتر!
هي ساذجة..هو متذمر, هيهاتَ أن يتلاقيا سوى كذلك!

وردة!
اقتحمَ غرباءٌ بيتَ العائلة الكبير ، خلعوا الباب في نهمٍ, قالوا : أينَ فلان , نحن متأكدون
أنه مختبئ هنا. صرخت جدتي في صوتٍ هزيل : مَن هذا الذي تتحدثون عنهُ,كفاكم هراء,
أنّى لشخص أن يختبئ هنا !.ضحكوا في تهكمٍ مبالغٍ فيه, ثم ضربوا –بعمدٍ- الطاولة الخشبية التي
ترتاح وسط الصالة, أحدثوا ضجة كادت تُصمُ أذنا جدتي .. ضجةً كسرت زهرية جدتي , معيدةً الحياة
لتلك الوردة الجافة التي أحضرتها أنا لجدتي .
رنّ هاتف أحدهم – فجأة – تحدث له بسرعة دون ترددٍ , ثم قال في رجفةٍ : سنفعل ذلك حالاً
غادروا البيتَ بوجوه متجهمة , وعيون ملتهبة , غادروا و عيونهم تحدق في تلك الوردة!

يتبع ,, في المشـآركةِ التـآلية ..*

سويعات !
دقيقة.. اثنتان .. "أوف" لقد تأخرت مشترية البيت كثيراً!
يُدَق الباب , تدخل امرأة تمتلكُ أنفاً بارزاً , تجلس على الأريكة و عيناها تقدحانِ غموضاً ..
تتفرسُ بندول الساعة , تتفرس عقارب الساعة , تود لو تلتهم بعينيها تلكَ الساعة.
- ما مزاج قهوتك سيدتي؟
*بلا دقـائق .. أ .. أقصدُ بلا سكر.
ويرحلُ ذاك الرجل ليعدّ القهوة!
تمضي السيدة لتكمل حربها الضروس مع أفكارها و الساعة .. تتجه نحو الساعة..
تقترب من الساعة..وما تلبث فتهاجم الساعة , وتهاجمها عقارب الساعة .
تستمر الحرب عاماً والمرأة لم تفكْ بعد سر تلك الساعة .. والساعة لم تمل بعد.
تنتهي الحرب بلا منتصرٍ, تلتهم عقارب الساعة أنف المرأة .. وتسقط المرأة فاقدة أنْفها و أنَفها أسفل الساعة!

مفارقة!
هو..وهي.. اعتادا الجلوس على ذاك المقعد الحديدي الصدئ , يتبادلان أحاديثَ القرية , قصص الحبِ وأحلام المستقبل , إلى غير ذلك من الثرثرات التي لا يعكر صفوها سوى صوت الحارس المتعجرف.
لم يسأما قط .. لكنّ المقعد منهما .. وصارحهم بذلكَ ذاتَ يومٍ, هي..اعتقدت أن "هو" من كان يتكلم حينها ..
أنه "هو" من مل منها , وكيفَ لريفيةٍ أن تصدقَ بأن للمقعد لسان! . صرخت في وجهه : كان على حقٍ من قال
"أخبرته بحبي , فأخبرني بقضاء نحبي " . كان ذلكَ اللقاء أخر لقاء لهما,وكانا آخر من جلس على ذاك المقعد الذي أمسى مقفراً بعدهما..

دحرجة!
تتدحرج كرة أولاد حارتي على أديم الرصيف , تعبره للجانب الآخر كملكةٍ حسناء تجيد أصول " الإتيكيت" .
يركض الأولاد متجهين نحوها . شاكرين الربّ حامدينه على سلامتها. تكرر الكُرة شقاوتها كل يوم في نفس
الموعد تقريباً, وكأنها مهنة تمتهنها..ويكرر أولاد حارتي مسلسل الركض ذاكَ بانجذاب.
في إحدى المرات..تدحرجت الكرة – كما المعتاد – لكنها لم تصل للجانب الآخر كعادتها. صدمتها سيارة

الإسعاف المهرولة لموقع حادثٍ دامٍ. تطايرت أشلاء الكرة في الهواء, لكن سيارة الإسعاف لم تأبه بها
-مع أنها وُجِدت لمثل تلك حوادث- و تطايرت أحلام الأولاد معها .. لا لأن الكرة رحلت , فشراء كرة أمر هين ,
لكن! لأن تلك الكرة مختلفة للغاية , أنّى لهم أن يعثروا على ممثلة كتلك تستطيع أداء الدور باحترافية..
انتهى ذاك المسلسل ولم تنتهِ الأحلام!

حررت بتـآريخ /*/ 26/1/2012
إحتـرآمي .. لكم ..*

[center]بوركت اناملك أختي

في إنتظار ما هو جديد لك من انتقاء متميز

دمتي و دام إبداعك معك

::

[/center]